تحليل قصيدة"التسامح"للشاعر:رياض المعلوف.الكتاب المدرسي،الرائد في اللغة العربية،ص:140- 143
تقديم:
عرف الشعر في القديم بأنه الكلام الموزون المقفى الدال على معنى، وفي العصر الحديث قامت مجموعة من المدارس اللسانية بدءا بالشكلانيين الروس بتحديد مجموعة من الأساليب تميز الكلام الأدبي ومنه الشعر عن الكلام الذي ليس أدبا فجاءوا بمصطلح "الأدبية"، وحين جاء جون كوهن بكتابه: "بنية اللغة الشعرية" رأى فيه أن الشعرية تقوم في الأساس على الانزياح عن الكلام المألوف، ثم الإيقاع … والقصيدة موضوع التحليل تحضر فيها مقومات الشعر وخصائصه وهي لصاحبها: رياض المعلوف، تحمل عنوان: "يا قلب" ويحيل تركيبيا على جملة النداء، ودلاليا يوحي بأن الشاعر ينادي قلبه من أجل تحقيق قيمة التسامح. والقصيدة مقتطفة من كتاب: "قصة الأدب المهجري" لكاتبه: محمد عبد المنعم خفاجي، الصادر ببيروت عن دار الكتاب اللبناني في طبعته الثالثة سنة:1980. سنتوقف في تحليلنا للنص على ملاحظة النص، وفهمه، ثم تحليله، وتركيب وتقويم.
أولا ـ ملاحظة النص:
1 ـ قراءة في العنوان: تحمل القصيدة عنوان: "يا قلب" ويحيل تركيبيا على جملة النداء، ودلاليا يوحي بأن الشاعر ينادي قلبه من أجل تحقيق قيمة التسامح.
2 ـ علاقة العنوان بالبيت الثالث: ينقل الشاعر إلى المتلقي بأن قلبه "سمح" رقيق، ونجد هذا البيت تضمن الإحالة إلى قيمة "التسامح"، وكذلك الإحالة إلى "القلب" باعتباره المسئول عن هذه القيمة. وجاءت كلمة القلب مصحوبة بحرف النداء "يا"، وفي هذا التداخل بين العنوان والبيت الثالث نقول إن العلاقة التي تربط بينهما هي علاقة إيضاح وتكامل، فالبيت الثالث يوضح جملة النداء هذه ويربطها بسياقها الذي وردت فيه.
3 ـ علاقة العنوان بالبيت ما قبل الأخير: يقرر البيت ما قبل الأخير أن التسامح قيمة لا تدل على الضعف ولكن على سمو النفس الإنسانية، مما يدل على أن الإنسان إذا كان سمحا لا يكون ضعيفا، وتربطه بالعنوان علاقة تضمن، فالقلب هو الذي يتضمن الخوف، كأن الشاعر يريد أن يقول: إذا كان قلبك سمحا فهذا لا يعني أنه يحس الخوف والضعف.
4 ـ علاقة العنوان بالصورة: موضوع الصورة يد ممتدة إلى يد أخرى ملتصقة بها يؤديان السلام، وفعل السلام ينبئ عن التسامح، فالعلاقة بينهما هي علاقة إيضاح وتكامل كأن واضع الصورة يريد أن يقول: إذا شئتم أن تكونوا متسامحين فليمد كل منكم يده إلى أخيه الإنسان بالسلام وغيره.
5 ـ وضع فرضية لتحديد موضوع النص: من خلال عتبات النص نفترض أن الشاعر سوف يحدد أشكال التسامح، وسينتقد القيم المناقضة له.
ثانيا ـ فهم النص:
1 ـ استخراج أفكار النص الأساسية:
الفكرة الأولى (البيت: 1و2): طلب الشاعر من قلبه أن لا يحقد لأنه ليس حقودا.
الفكرة الثانية (البيت: 3-8): يتميز قلب الشاعر بـ: السماحة والرقة كبرعم الورد وكالبحر، مليء بالحب وارفق والعطف، به يقتدي الناس.
الفكرة الثالثة (البيت: 9-12 ): المحبة أساس الحياة، فهي النور الذي يضيء دجى الأحقاد.
الفكرة الرابعة (البيت: 13 ـ19): الصفح خير علاج للحقد، والصفح ليس ضعفا بل من شيم الأسياد.
الفكرة الخامسة (البيت: 20 ـ21): ليس التسامح ضعفا، بل هو عنوان النبل وكمال التربية.
2 ـ تحديد مضمون النص:
يسعى الشاعر من خلال هذه القصيدة إلى تحقيق مجموعة من القيم الإنسانية النبيلة في المجتمع الإنساني، وهذه القيم هي: ترك الحقد ونشر المحبة والتسامح والصفح.
ثالثا ـ التحليل:
1 ـ معجم النص:
حقل التسامح والمحبة
|
حقل الحقد والكراهية
|
لا تحقد/ لست الحقود/ سمحا/ رقيقا/ السماحة/ حب/ رفق/ عطف/ المحبة/ الصفح/ فصفحا/ صفحت/ التسامح/ النبل/ كرم المحتد.
|
كثير الضنى/ أنكد/ أحقادنا الأسود/ حقود/ مسيء/ ردي/ تجنى الأنام/ الذنب/ كُبْر.
|
حضرت كلمات هذا الحقل 15 مرة.
|
حضرت كلمات هذا الحقل 9 مرات.
|
استنتاج: هيمنت في النص الكلمات الدالة على المحبة والتسامح؛ لأنها موضوع النص، ولأن الشاعر يسعى إلى ترسيخ هذه القيم في المجتمع بين الناس.
|
2 ـ الحجج التي اعتمد عليها الشاعر للإقناع بالتسامح:
تمثل هذه القصيدة دعوة جلية إلى التسامح، ويتجلى ذلك في عنوانها: "يا قلب" وفي كثرة الكلمات الدالة على ذلك. ويتجلى الهدف من هذه الدعوة في خلق مجتمع إنساني نبيل يكره الحروب. ولإقناع المتلقي بهذه القيمة النبيلة اعتمد الشاعر حججا هي:
أ ـ حجة عقلية: إن الحياة مليئة بالمآسي ولولا المحبة لما تعلق بها الإنسان.
ب ـ حجة عقلية: خير الدواء لداء الحقد الصفح.
ج ـ حجة عقلية: التسامح أمارة النبل، وكمال الأخلاق
د ـ حجة عقلية: المحبة تضيء حياتنا.
وظف الشاعر مجموعة من الحجج العقلية، لأنه يخاطب العقل ويدعوه للتأمل في الحياة ليجد أن التسامح والصفح وغيرهما من قيم التسامح هما أساس الحياة.
3 ـ إيقاع النص:
تنتمي القصيدة إلى بحر المتقارب، وتفعيلاته هي: فعولن فعولن فعولن فعولن× 2
ســألــتــك يــاقــلــب لا تــحــقـــد ي
ـ ـ 0 ـ ـ ـ 0 ـ 0 ـ ـ 0 ـ 0 ـ ـ 0
فعـــول فعــولـن فـعـولـــن فـعــو
فأصل تفعيلة بحر المتقارب: "فعولن"، إلا أنها وردت بصورتين في هذا الشطر: الصورة الأولى محذوفة الحرف الساكن الأخير "فعول"، والصورة الثانية محذوفة السبب الخفيف (ـ0) فصارت: "فعو". وهذا الوزن يتكون من تكرار تفعيلة واحدة هي "فعولن" مما يعطي القصيدة إيقاعا واحدا خفيفا يلائم مثل هذه الموضوعات التي تنتمي إليها القصيدة.
4 ـ الصورة الشعرية:
هيمن التشبيه في القصيدة، فقد حضر في الأبيات: 4و6و11. فقد صور الشاعر في التشبيه الأول القلب السمح الرقيق ببرعم الورد الطري الذي يحمل الندى. وصور في التشبيه الثاني السماحة بالبحر في حالتي المد والجزر. وشبه في الثالث المحبة بالنور الذي يضيء جانب الحقد في حياتنا ويبعده.
إذن فقد عملت صور التشبيه على تجسيد قيمة التسامح وتصويرها كأنها شيء مجسد؛ فهي برعم ورد، وبحر، ونور مضيء. وذلك لترغيب الإنسان في هذه القيمة النبيلة.
5 ـ أسلوب النص:
الخطاب في القصيدة كما يبدو يتجاوز حدود الذات الفردية للشاعر ليخاطب الجماعة، بل الإنسانية داعيا إياها لنبذ الكراهية والحقد وتحقيق قيم التسامح والصفح والتعاون والتضامن. ووظف الشاعر لإيصال هذه الفكرة جملا خبرية: (5و6و7و8و10و11و12و13و14و…) يسعى من خلالها إلى إخبار المتلقي بأهمية قيمة التسامح في حياة الإنسان.
ووظف كذلك مجموعة من الأساليب الإنشائية لخدمة غرضه وهذه الأساليب هي:
أسلوب النهي: "لا تحقد"، "لا تحقد".
أسلوب النداء: "يا قلب"، "يا خافقي"، "يا صاح".
أسلوب التمني: "ولولا المحبة لا شيء يغري".
أسلوب النفي: "وليس التسامح ضعفا".
أسلوب التعجب: (البيت14).
يتبين من خلال هذه الأساليب أن الشاعر ينادي قلبه وقلب الإنسان عامة، وينادي صديقه الإنسان ويطلب منه أن لا يحقد، وأن التسامح ليس ضعفا، بل كُبرا، وخلقا نبيلا؛ ونورا يبدد نور الحقد في حياتنا؛ لأنه لولا المحبة لما وجد شيء مغر في هذه الحياة.
ووظف كذلك أسلوب الشرط والتوكيد:
أسلوب الشرط: "إذا ما صفحت فذلك كُبر".
أسلوب التوكيد: "وإن المحبة نور مضيء".
رابعا ـ تركيب وتقويم:
أ ـ تركيب نتائج التحليل: ينتمي النص موضوع التحليل إلى مجزوءة قيم إنسانية في الشعر العربي؛ لذلك فهو يتناول قيمة "التسامح" من خلال رؤية الشاعر رياض المعلوف لها. فهو يحمل عنوان: "يا قلب" وهو مركب اسمي يحيل دلاليا إلى أن القلب هو المتحكم في قيمة التسامح، ولاحظنا أنه يرتبط بالبيت الثالث وبالبيت ما قبل الأخير وكذلك بالصورة بعلاقة إيضاح وتكامل. وتدور فكرة النص الأساسية حول أهمية قيمة التسامح في حياة الإنسان الاجتماعية، وهيمن في النص حقل التسامح وذلك مرتبط بمقصدية الكاتب الذي توخى إخبار الناس بإيجابيات قيمة التسامح في حياتهم، ولترسيخ هذه الفكرة في أذهانهم اعتمد حججا عقلية. وينتمي إيقاع القصيدة إلى بحر "المتقارب" ذي الجرس الموسيقي الرتيب الذي تحققه تفعيلة "فعولن"، وهيمن في النص أسلوب التشبيه الذي جسد التسامح وجعله يشبه الورد والبحر والنور، وذلك لترغيب الناس في هذه القيمة. ولإيصال هذه الفكرة إلى الأذهان اعتمد الأسلوب الخبري، كما اعتمد الأسلوب الإنشائي.
ب ـ تقويم: إن التسامح من القيم الإنسانية النبيلة التي لو تحققت في المجتمعات الإنسانية لعاش الإنسان في سلام وأمان.
15 التعليقات:
شكرااا جزيلا
شكرا
شكرا جدا لهذه المعلومات
هل يمكن عرض القصيدة
لو سمحتم تصوير القصيدة
شكرا
سامح فإنك في النهاية فان واجعل شعارك كثرة الغفران
😤😡😵😱😰😩🙀😾🙊👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎👎💣💣💣💣💥💥💥💥💥💥💥💢👿👿👿👹👹👹👹👹👹👹👹😹😫😓
😋😋😋😋😋😋😋😋😋😋😍😕😕😕😕😕☹☹☹☹☹😒😒😒😒😒😨😨😠😠😠😾😾😾👽👽👽👽👹👹👹👹👿👿👿😈😈
شكرا
شكرا مفهوم و واضح
شكرا مفهوم و واضح
شكرا مفهوم و واضح
Oui
hkkkgbkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkk kkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkk
oppppppppppppppppppppp
ooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo
ooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo
إرسال تعليق