الأربعاء، 27 مارس 2013

تحليل نص”مقومات الحداثة” لمحمد سبيلا


تحليل نص"مقومات الحداثة" لمحمد سبيلا، الكتاب المدرسي، الرائد في اللغة العربية،ص:86 ـ 90
أولاـ ملاحظة النص:
1 ـ عتبات النص:
أ ـ صاحب النص: (انظر الكتاب المدرسي، ص: 86).
ب ـ قراءة في العنوان: يتكون العنوان من كلمتين اثنتين: "مقومات" و"الحداثة"، وهو مركب اسمي، نعرب "مقومات" خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: "هذه"، وهي مضاف، و"الحداثة" مضاف إليه. ويحيل دلاليا إلى الأشياء التي بها تقوم الحداثة.
2 ـ علاقة العنوان بالفقرة الأولى والأخيرة وبالصورة:
ـ علاقة العنوان بالفقرة الأولى: تتحدث الفقرة الأولى على أن مفهوم الحداثة أصبح ملتبسا؛ لأنه خرج من السياق الأكاديمي ليصبح شعارا سياسيا تتداوله العديد من المنظمات والسياسات فأصبح الحديث عن مشروع المجتمع الحداثي الديموقراطي. فكان المفهوم غامضا لدى هذه المنظمات، التي لم تكن واعية بأسسه الفكرية. ثم يذكر محمد سبيلا أسس الحداثة. إذن فعلاقة العنوان بالفقرة الأولى تتجلى في إيضاح "أسس الحداثة" ومفهومها الصحيح وهو ارتباطها بالحريات.
ـ علاقة العنوان بالفقرة الأخيرة: على المجتمع لكي يصير حداثيا أن تنبع الحداثة من داخل ثقافته وتقاليده ولغته. أما الارتباط بالماضي والتقوقع فيه دليل على أن المجتمع غير قادر على تحدي الحاضر والمستقبل. إذن فالعلاقة التي تربط الفقرة الأخيرة بالعنوان هي علاقة إيضاح تجليات الحداثة وتحققها في المجتمعات.
ـ علاقة العنوان بالصورة: عنوان الصورة "الموسيقيون المقنعون" لبيكاسو الفنان السوريالي، مضمونها: الموسيقيون في الصورة غير واضحي المعالم. فالعلاقة بينها وبين العنوان هي علاقة تكامل فهي تكمل العنوان وتوضحه، بمعنى أن الحداثة غير واضحة المعالم في العالم العربي مثل عدم وضوح ملامح الموسيقيين في صورة بيكاسو.
ـ علاقة العنوان بمصدر النص: النص مأخوذ من كتاب: "دفاعا عن العقل والحداثة"، منشورات الزمن، عدد:39، ص:83 وما بعدها. إذن فصدر النص هو : "دفاعا عن العقل والحداثة" نجد الحداثة معطوفة على العقل، وكلاهما متصلان بالمصدر النائب عن فعل الأمر "دفاعا"، مما يفيد أن محمد سبيلا كتب كتابه هذا من أجل الدفاع عن الحداثة بتصوراتها المنطقية والعقلية لا بالطريقة التي تفهمها بها المنظمات السياسية…. إذن فعلاقة المصدر بالعنوان تتجلى في موقف محمد سبيلا من الحداثة، وهو موقف الدفاع عنها بطريقة عقلانية.
3 ـ وضع فرضية القراءة:
من خلال دراستنا لعتبات النص، نفترض أن موضوعه هو تحديد ملامح الحداثة، أي إعطائها المعنى الحقيقي، وانتقاد المعنى المعطى لها في المجتمع العربي. ثم تحديد أسسها ومقوماتها، وأنها مرتبطة بثقافة المجتمع وتقاليده في حال تطورهما، أما عند بقائهما إرثا مقدسا فإن المجتمع يظل عاجزا عن الانفتاح عن المستقبل.
ثانيا ـ فهم النص:
1 ـ الأفكار الأساسية:النص عبارة عن مجموعة من الأفكار التي تتسلسل وتنمو من أجل تشكيل المعنى.
ـ الفكرة الأولى: عندما غادر مفهوم الحداثة السياق الأكاديمي فقد معناه الصحيح.
ـ الفكرة الثانية: على الرغم من كون مفهوم الحداثة أصبح من اختيارات المجتمع والدولة في المغرب، فإنه لا زال هناك جهل بأسسه الفكرية.
ـ الفكرة الثالثة: تعني الحداثة تحديث البنيات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والتكنولوجية، والانتقال التدريجي نحو نظام ديموقراطي.
ـ الفكرة الرابعة: الحداثة في العمق مرتبطة بحرية الأفراد وبمسؤوليتهم، وفاعليتهم وتحريرهم من ضغوط التقاليد، مع منح أهمية للعقل، والتاريخ.
ـ الفكرة الخامسة: على المجتمع لكي يصير حداثيا أن تنبع الحداثة من داخل ثقافته وتقاليده ولغته. أما الارتباط بالماضي والتقوقع فيه دليل على أن المجتمع غير قادر على تحدي الحاضر والمستقبل.
2 ـ مضمون النص: من خلال تتبع هذه الأفكار نستنتج أن محمد سبيلا رأى أن الحداثة التي تنادي بها المنظمات السياسية والمجتمعات في نظرتها إلى الإصلاح مختلفة عن الحداثة كما حددت مفهومها المصادر الفلسفية، لذلك فهو حاول في هذا النص أن ينبه هؤلاء السياسين الفاعلين إلى المفهوم الصحيح للحداثة بـأنها قائمة على أسس تتجلى في: حرية الأفراد ومسؤولياتهم، وفاعلياتهم في مجتمعاتهم وتحريرهم من ضغوط التقاليد وقيودها، مع منح أهمية للعقل، والتاريخ أي فهم سلبيات الحاضر بمحاكماتها إلى أسبابها التي أنتجتها في الماضي.
ثالثا ـ التحليل:
1 ـ معجم النص:
يتكون معجم النص من حقلين دلاليين مختلفين هما: حقل الحداثة، وحقل التقليد، كما يبين هذا الجدول:
الكلمات الدالة على حقل الحداثة
الكلمات الدالة على حقل التقليد
الحاثة، شعار سياسي، المجتمع الحاثي، المشروع الحداثي، الحداثة والتحديث، التحديث السياسي، التحديث الاقتصادي، التحديث التكنولوجي، الحداثة مرتبطة بالحرية، تتعلق الحداثة بمسؤولية الفرد وبفاعليته، الحداثة المرجعية، العقل، ليست الحداثة تقنيات …،
لم يعد الفرد خاضعا للتقليد، تحرير الفرد من ضغوط التقاليد، ثقل التقليد، التمسك بالماضي وثقله والتماهي معه معناه أن المجتمع غير قادر على التحديث.
استنتاج: نستنتج أن حقل الحداثة هو المهيمن في النص. كما نلاحظ أن الألفاظ المكونة للتقليد حضرت شارحة للحداثة: " لم يعد الفرد خاضعا للتقليد، تحرير الفرد من ضغوط التقاليد" وكذلك: " التمسك بالماضي وثقله والتماهي معه معناه أن المجتمع غير قادر على التحديث". فالكاتب ينتقد التقاليد المانعة من تحقق الحداثة ويهمه الطريقة الصحيحة التي تتحقق بها الحداثة في المجتمع المغربي.
2ـ الوضعية التلفظية في النص (ملاحظة الضمير المهيمن):

ضمير الغائب المفرد
ضمير الغائب المفرد المذكر
ضمير الغائب المفرد المؤنث
ضمير الغائب الجمع
ضمير المؤنث الجمع
ضمير المتكلم الجمع
وأنه/ سياقه/ بأسسه/ يعرفه/ أصحابه/ مسؤوليته/ التمسك بالماضي وثقله/ والتماهي معه/ ماضيه/
نفسها/فيها/ مسبباتها/ بخصوصياتها/ وبميراثها/ نفسها/ وغيرها/
تطورها الداخلي/ واحتكاكها مع الغرب/
هو أن المجتمع المغربي/
هو أن المجتمع الحداثي/
هو مجتمع الحرية/ فالعقل الذي هو العنصر الثالث/ هذا هو الأمر الذي/
مسؤولية الأفراد وفاعليتهم/
التي هي بمثابة/ هي اليوم مطالبة/ فالحداثة هي/
نذكر/ مجتمعنا/ ثقافتنا/ 
10 مرات
9 مرة
5 مرات
1 مرة
3 مرات
3 مرات
نلاحظ هيمنة ضمير الغائب بأنواعه المتصل والمنفصل المذكر والمؤنث، المفرد والجمع، وهذا دليل على أ، الكاتب محمد سبيلا تعامل مع موضوعه بطريقة موضوعية دون أن يدخل ذاته في تحديد موقفه من الحداثة وتطبيقاتها في المجتمع المغربي. وأورد المجتمع المغربي بضمير "نا": الدال على الجمع التي تفيد أنه أدخل ذاته في الجماعة. نستنتج من كل ذلك أن الضمير أضفى على الدراسة نوعا من الموضوعية والعلمية.
3 ـ سيرورة الحجاج في النص:
القضية
المقومات الصحيحة للحداثة
الأطروحة
عندما غادر مفهوم الحداثة السياق الأكاديمي فقد دلالته الحقيقية، وعلى الكاتب محمد سبيلا أن يصحح هذا الالتباس، ويعيد للمفهوم معناه الصحيح
النقيض
يقوم مفهوم الحداثة على أربعة معالم فكرية.
4 ـ الروابط اللغوية في النص:
  أ ـ الربط بين الجمل:
ـ رابط منطقي يفيد الإضافة: هنالك التباس يطال مفهوم الحداثة، خاصة وأنه خرج من سياقه الأكاديمي…
ـ رابط منطقي يفيد الإضافة: خرج من سياقه الأكاديمي و أصبح شعارا للعديد من المنظمات …
ـ رابط منطقي يفيد الاستنتاج: أصبح شعارا للعديد من المنظمات والقوى العصرية والدولة نفسها؛ إذ يلاحظ…
ـ رابط منطقي يفيد التعارض: … والمشروع الحداثي الديموقراطي ولكن إذا كان مفهوم الحداثة …
إضافة إلى روابط: (الفاء، بل، إذ أن).
ب ـ الربط بين الفقرات:
يتكون النص من أربع فقرات مترابطة فيما بينها بواسطة روابط لغوية منطقية هي: "وبجانب" وهو رابط يفيد الإضافة، وهو يربط الفقرة الثانية بالأولى، والسؤال "هل" الذي يربط الفقرة الثالثة بالفقرة الثانية، والتأكيد "يجب" الذي يربط الفقرة الرابعة بالثالثة.
5 ـ الخطوات المنهجية التي اتبعها الكاتب لعرض مضمون النص:
اتبع الكاتب مناهج متعددة لإيصال فكرته إلى القارئ، منها:
أ ـ المنهج الاستنباطي: حيث انطلق من العام (الحديث عن الحداثة بصفة عامة) إلى الخاص (تحديد مقوماتها الأربعة).
ب ـ الأسلوب التقريري: استعمل الكاتب محمد سبيلا أسلوبا تقريريا خاليا من الاستعارات والمجازات والتشبيهات، لأنه في سياق تصحيح مفهوم الحداثة للمتلقي، مما فرض عليه أن يلجأ إلى لغة سهلة تمكنه من التواصل معه تواصلا فعالا.
ج ـ أسلوب التأكيد: وظف مجموعة من المؤكدات للدفاع عن أطروحته، منها: أسلوب التأكيد (إن، أن، يجب)
د ـ أسلوب التفسير: لجأ الكاتب إلى أسلوب التفسير ليبين معاني بعض الظواهر التي يدرسها، ونمثل له من النص بقوله: " أصبح شعارا للعديد من المنظمات والقوى العصرية والدولة نفسها؛ إذ يلاحظ اليوم أنه ليس هناك خطاب أو موقف …" فقد فسر الكاتب من خلال هذا النص كيف أصبح مفهوم الحداثة شعارا.
وكذلك في قوله: "وقبل أن نذكر هذه الأسس أقول: إن ما يفهم من الشعار المطروح…".
وقوله: "فالحداثة المرجعية تقوم على أساس مسؤولية الأفراد وفاعليتهم؛ إذ أن الفرد لم يعد خاضعا للتقليد…"
وقوله: " ومن السمات الفكرية للحداثة الرؤية التاريخية، أي إرجاع الأحداث إلى مسبباتها …"….
هـ  ـ أسلوب التعريف: المقصود به التحديد، ويتجلى في قول الكاتب: "إذن فالمعنى المقصود أو المعنى الكامن في هذا الشعار كما يعرفه أصحابه هو التحديث السياسي …". وقوله: "بل الحداثة قبل ذلك، فكر ورؤية جديدة للعالم …"، وكذلك في قوله: " فالحداثة إلى حد ما هي قدر هذا العصر"…
رابعا ـ تركيب وتقويم:
أ ـ تركيب نتائج التحليل: ينتمي النص موضوع التحليل إلى مجزوءة مفاهيم؛ لذلك فهو يتناول مفهوم "الحداثة" من خلال رؤية محمد سبيلا لها. فهو يحمل عنوان: "مقومات الحداثة" وهو مركب اسمي يحيل دلاليا إلى مبادئ وأسس الحداثة، ولاحظنا أنه يرتبط بالفقرتين الأولى والأخيرة وكذلك بالصورة بعلاقة إيضاح وتفسير. وتدور فكرة النص الأساسية حول فكرة تصحيح مفهوم الحداثة لدى المنظمات السياسية التي تفهمه خطأ وتطمح إلى تطبيقه في المجتمع المغربي، وهيمن في النص حقل الحداثة وذلك مرتبط بمقصدية الكاتب الذي وظف ضمير الغائب في هذه الدراسة وذلك ليضع مسافة بين ذاته وموضوعه لتحقيق الموضوعية، ونهج الكاتب في هذا النص منهجا حجاجيا يدافع فيه صاحبه عن "المقومات الصحيحة للحداثة" وينتقد الفهم الخاطئ لها، ولإظهار ذلك وظف منهجا استنباطيا، وأسلوبا تقريريا سهلا خاليا من الاستعارة والمجاز مصحوبا ببعض المؤكدات، وأسلوب التفسير، والتعريف، وربط بين الجمل والفقرات ربطا متينا متسقا بدا النص من خلاله جسما واحدا.
ب ـ تقويم: إن الحداثة من المفاهيم التي فرضت نفسها في هذا العصر على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأرى أنها رؤية تتغيا تطوير فكر الإنسان وجعله مرتبطا بعصره شريطة أن لا يتخلى عن أصوله وتراثه.

15 التعليقات:

أزال المؤلف هذا التعليق.

جازاك الله خيرا

احسن موضوع جزاك الله خيرا

موضوع جد مفصل شكرا الله يحفظك

thanks from casablanca;city centre;moha ou said soufiane outaleb 1st bacaloria math science english option ;prince molay abd allah ermitage near to clinique de parc

احسن موضوع رايته .متكامل من جميع النواحي شكرا شكرا

نتا غير نقال فهمتين

تفرق على اللغة العربية را تعديتي عليها

موضوع متكامل وجميل جازاك الله خيرا وشكرا

إرسال تعليق