الطبخ المغربي

إن الطبخ المغربي ليس مجرد وجبة يتناولها المرء ثم ينهض مبديا إعجابه و ينتهي الأمر . فإن العراقة و الرمزية هي أول مايطبع أشهر الوجبات بالمغرب،و يكفي أن نعلم أن استقبال الضيف بالمغرب لا يكون إلا بكؤوس شاي دافئ و على مستوى التاريخ الحديث،نستطيع أن نقسم الطبخ المغربي إلى فترتين هما

الفن التشكيلي بالمغرب

حين نتحدث عن البداية لا ينبغي نسيان المخاض الطويل الذي تفرضه كل ولادة. فالرسم ليس طفلا، إنه سيرورة حية. فبداية الرسم المعاصر في المغرب عميقة الجذور في حقبة تمتد على مدى طول النصف الأول من القرن العشرين. بداية أساسها في رسم يعزى إلى حقبة الاستقلال،

الأربعاء، 27 مارس 2013

مـــحـــتـــويـــات مـــدونـــة


     

   
 اولى اعدادي ثانية اعدادي ثالثة اعدادي
 ملخصات الدروس ملخصات الدروس ملخصات الدروس
 امـتـحـانـات امـتـحـانـات امـتـحـانـات
 الرياضيات الرياضيات الرياضيات
 الـفـيـزيـاء الـفـيـزيـاء الـفـيـزيـاء
 علوم الحياة و الارض علوم الحياة و الارض علوم الحياة و الارض
 الاجتماعيات الاجتماعيات الاجتماعيات
 التربية الاسلامية التربية الاسلامية التربية الاسلامية
 قواعد اللغة العربية قواعد اللغة العربية قواعد اللغة العربية
 . . الـفـرنـسـيـة
 مواقع اللغات الاجنبية مواقع اللغات الاجنبية مواقع اللغات الاجنبية
 مواضيع متفرقة مواضيع متفرقة مواضيع متفرقة
         

 الاستشارة و التوجيه1 الاستشارة و التوجيه2 الاستشارة و التوجيه3

   
 جذع مشترك اولى باكالوريا ثانية باكالوريا
 ملخصات الدروس ملخصات الدروس ملخصات الدروس
 امـتـحـانـات امـتـحـانـات امـتـحـانـات
 الرياضيات الرياضيات ع.ت الرياضيات ع.ت
 . الرياضيات ع.ر الرياضيات ع.ر
 الفيزياءوالكيمياء الفيزياءوالكيمياء الفيزياءوالكيمياء
 علوم الحياة و الارض علوم الحياة و الارض علوم الحياة و الارض
 الاجتماعيات الاجتماعيات / علوم الاجتماعيات
 . الاجتماعيات / آداب .
 التربية الاسلامية التربية الاسلامية التربية الاسلامية
 العربية/ج .اداب . .
 العربية/ج.علوم . .
 الـفـلـسـفـة الـفـلـسـفـة الـفـلـسـفـة
 الـفـرنـسـيـة الـفـرنـسـيـة الـفـرنـسـيـة
 . . الانـجـلـيـزيـة
 مواقع اللغات الاجنبية مواقع اللغات الاجنبية مواقع اللغات الاجنبية
 مواضيع متفرقة مواضيع متفرقة مواضيع متفرقة
         
أضف الى مفضلتك

تحليل نص إبداعي نثري (فن القصة)


تحليل نص إبداعي نثري:
  عندما غادر (التهامي) المكتب الجهوي للقرض الفلاحي حاملا كمية من المال تكفيه للتغلب على مشاكل الحرث لهذه السنة أحس أن هناك من يتعقبه. وعندما انتهى إلى الطريق الطويلة تيقن تماما أنه في خطر، وأن حماره لن يستطيع الإفلات من هؤلاء الذين يترصدونه عن بعد، فهم يحافظون على مسافة معينة يتركونها بينهم وبينه، إذ كلما توقف عن السير للتعرف عليهم كانوا يتوقفون هم أيضا. ولذا أخذ يفكر بجد في طريقة تنجيه من هؤلاء اللصوص، خاصة وأن الليل سيداهمه وهو ما يزال في الطريق. وانتهى به التفكير إلى المبيت عند أحد يعرفه، وفعلا اتجه إلى (الجيلالي) يعرض عليه مشكلته ويطلب منه أن يقضي ليلته عنده. ورحب (الجيلالي) به وفي نيته أن يفوز بالمال لنفسه. وعندما تقدم الليل قليلا أقفل الباب على (التهامي)، وخرج ليبعد الحمار عن المنطقة حتى لا يترك أثرا لجريمته. ولما شاهد اللصوص رجلا يمتطي حمارا ويغادر مسكن (الجيلالي) اعتقدوا أنه صاحبهم، فما أن ابتعد قليلا عن البيت حتى أقبلوا نحوه، وقتلوه. وفي الصباح كان (التهامي) يقطع المسافة التي ستوصله إلى حقله، وهو في مأمن من كل لص.
                                          إبراهيم بوعلو، 50 أقصوصة في دقيقة، ص: 95-96. دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1983.
1 ـ تأطير النص ضمن السياق الأدبي لتطور فنالقصة:
    ظهر فن القصة منذ القديم، وعرفه العرب في "بخلاء" الجاحظ، و"كليلة ودمنة" لابن المقفع، و"المقامة" لبديع الزمان، والحريري. إلا أن القصة بمفهومها الحديث ظهرت في الغرب، ثم انتقلت بفعل الترجمة إلى الوطن العربي وساعد على ذلك توافر مجموعة من الشروط السياسية والاجتماعية والثقافية نذكر منها ظهور الصحافة، وظهور طبقة مثقفة آمنت بالتجديد فوجدت ضالتها في فن القصة. وتتميز بكونها تستمد أغلب أحداثها من الواقع المعيش. ومن رواد هذا الفن نجد: مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، ومحمد حسين هيكل، وجبرا إبراهيم جبرا، ونجيب محفوظ، وعبد الرحمن منيف، وإبراهيم بوعلو صاحب هذه القصة المقتطفة من كتاب: "50 أقصوصة في دقيقة"، ويمكن أن نفرض لها عنوان "عاقبة الخيانة" وهو مركب اسمي، ويحيل دلاليا إلى تفكك العلاقات الاجتماعية بين الأصدقاء.إذن كيف تنمو أحداث هذه القصة؟ وما هي بنيتها ومكوناتها وأبعادها السردية؟ وما هي خصائصها الفنية؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال التحليل.
2 ـ تحديد موضوع القصة ومتنها الحكائي:
    تحكي هذه القصة عن رجل فلاح اسمه "التهامي" اقترض مالا من القرض الفلاحي ليساعده على حرث الأرض، وأثناء مغادرته للبنك على متن حماره، أحس أن لصوصا يترصدونه، وفكر بالمبيت عند صديقه "الجيلالي" فروى له قصته مع اللصوص، وكانت نية هذا الصديق سرقة المال لنفسه، انتظر حتى نام "لتهامي" فأراد إبعاد الحمار لئلا يترك أثرا للجريمة، فقتله اللصوص الذين كانوا يترصدون المنزل. وفي الصباح تابع "التهامي" طريقه إلى حقله على قدميه، وهو في أمان من اللصوص.
3 ـ تقطيع النص إلى متوالياته ومقاطعه باستثمار خطاطته السردية:
وضعية البداية
العنصر المخل
وضعية الوسط
عنصر الانفراج
وضعية النهاية
غادر التهامي القرض الفلاحي حاملا كمية من المال فأحس أن هناك من يتعقبه.
عندما انتهى إلى الطريق الطويلة تيقن أنه في خطر، وأن حماره لن يستطيع الإفلات من هؤلاء اللصوص، كلما توقف للتعرف عليهم توقفوا هم أيضا.
ـ أخذ يفكر بجد في طريقة تنجيه منهم.
ـ الليل سيداهمه وهو ما يزال في الطريق.
ـ انتهى به التفكير إلى المبيت عند أحد يعرفه.
ـ اتجه نحو الجيلالي عرض عليه مشكلته وطلب منه المبيت عنده.
ـ رحب به الجيلالي وفي نيته ا، يسرق منه المال.
ـ وعندما تقدم الليل أقفل الباب على التهامي.
ـ وخرج ليبعد الحمار عن المنطقة حتى لا يترك أثرا لجريمته.
ولما شاهد اللصوص رجلا يمتطي حمارا ويغادر مسكن الجيلالي اعتقدوا أنه صاحبهم فما أن ابتعد قليلا عن البيت حتى أقبلوا نحوه، وقتلوه.
وفي الصباح كان التهامي يقطع المسافة التي ستوصله إلى حقله وهو في مأمن.

   نستنتج من خلال ملاحظة الخطاطة السردية، أن أحداث القصةتتطور زمنيا، فقد استهلت بخروج التهامي من القرض الفلاحي حاملا معه المال، ومتابعته السير إلى حقله، وإحساسه أن اللصوص يتعقبونه، والتفكير في المبيت عند الجيلالي، وعودته إلى حقله.
4 ـ رصد خصائص النص الفنية:
    أولا ـ القوى الفاعلة:
     أ ـ البنية العاملية:
    تحضر في هذه القصة مجموعة من القوى الفاعلة أثرت في نمو أحداثها من خلال العلاقات التي ربطت بينها، وكل منها هو عامل للدور الذي أداه لنمو أحداثها، وهي:
ـ العامل المرسل      : القرض الفلاحي.
ـ العامل الموضوع   :  الحفاظ على المال.
ـ العامل المرسل إليه : التغلب على مشاكل الحرث.
ـ العامل المساعد:الحمار+ فكرة المبيت عند الجيلالي+نية الجيلالي في السرقة                                                                                    
العامل الذات          : التهامي.
ـ العامل المعاكس     : الطريق الطويلة + الحمار+ الليل + اللصوص+ الجيلالي
                                                                                                              
     ج ـ العلاقات بين القوى الفاعلة: تربط مجموعة من العلاقات بين القوى الفاعلة في النص نحددها في: علاقة تواصل بين المرسل (القرض الفلاحي)، والمرسل إليه (التغلب على مشاكل الحرث) لما خرج التهامي من مكتب القرض الفلاحي وجد اللصوص في انتظاره. وكذلك علاقة رغبة وتتحدد في سعي الذات (التهامي) لتحقيق موضوع رغبته (الحفاظ على المال من السرقة) فهو اقترض مالا لأجل الفلاحة وعليه أن يحافظ عليه. وكذلك علاقة صراع بين المساعد لتحقيق موضوع الرغبة (الحمار+ فكرة المبيت عند الجيلالي+ نية الجيلالي في السرقة) والمعاكس الذي يمنع الذات من تحقيق موضوع رغبتها ويتحدد في النص في (الطريق الطويلة+ الخوف+ الليل+اللصوص+ الجيلالي).

ثانياـ الرؤية السردية:
   تحضر الرؤية السردية "من خلف" في النص؛ لأن السارد يعرف كل شيء عن الشخصيتين، وعن عاقبة الخيانة التي سيجني ثمرتها الجيلالي.
ثالثا ـ بناء النص الفني:
أ ـ  بنية الزمن:
   ونقصد به الزمن الطبيعي وزمن السرد:
   ـ زمن السرد: وهو زمن متصاعد في النص، فالأحداث فيه ابتدأت باستعداد بخروج التهامي من مكتب القرض الفلاحي حاملا المال وانتهت بالرجوع إلى حقله ومنزله.
   ـ الزمن الطبيعي: وتشير إليه الألفاظ التالية: (السنة، الليل، ليلته، تقدم الليل، الصباح).
ب ـ بنية المكان:
   يحضر المكان في النص ليكمل الدلالة العامة لأحداث النص؛ لذلك فهم مفصل من المفاصيل الدلالية للقصة، تقوم عليه، وهذا ما يوضحه الجدول التالي:
المكان
تعريفه
المكتب الجهوي للقرض الفلاحي
المكان الذي اقترض منه التهامي المال للتغلب على مشاكل الحرث.
الطريق الطويلة
الطريق التي تفصل بين مكتب القرض الفلاحي وبيت التهامي.
الباب (باب منزل الجيلالي)
باب الغرفة التي نام فيها التهامي في بيت الجيلالي.
مسكن الجيلالي
المنزل الذي قضى فيه التهامي ليلته خوفا من اللصوص.
الحقل
حقل التهامي الذي ينتظر المال كي يصبح مزدهرا.
     ج ـ بنية الوصف:
  يأتي الوصف ليحمل دلالات عديدة ليفتح النص ويقف بنا عند عوالمه المتعددة. ويخلق الوصف وصلا بين مكونات النص، فعن طريقه تنكشف ملامحه، كما يتضح من خلال تتبعه في النص ورسم معالمه في هذين الجدولين:
الشخصيات
وصفها
التهامي
رجل فلاح، اقترض مالا من القرض الفلاحي، خائف من اللصوص
الجيلالي
رجل فلاح، يتسم بصفة الغدر.
   وتمكننا هذه الأوصاف من الوقوف على دواخل هاتين الشخصيتين، فالأولى في حالة خوف، والثانية تستغل هذا الخوف من أجل الغدر والخيانة.
المكان
وصفه
الطريق الطويلة
عندما شعر التهامي أنه ليس بأمان أحس أن الطريق طويلة جدا، وأنه لن يستطيع النجاة فيها من اللصوص.
د ـ بنية الحوار:
   يرتقي الحوار في مدارج القصة ليصل بنا إلى عوالمها، ليكشف عوالم شخصياتها، لذلك فهو بنية من البنيات التي تتأسس عليهاالقصة، ويحضر في النص بشكليه المباشر، وغير المباشر، كما يظهر هذا الجدول:
الحوار الخارجي
الحوار الداخلي
ـ اتجه إلى الجيلالي يعرض عليه مشكلته ويطلب منه أن يقضي ليلته عنده. ورحب الجيلالي به.
ـ وانتهى به التفكير إلى المبيت عند أحد يعرفه.
 يظهر لنا المثالان الأخيران أن الشخصيتين كانتا في حالة ود وصداقة، مما جعل التهامي يفكر في المبيت عند صديقه الجيلالي، فقد جسد هذا الحوار نوع العلاقة التي ربطت وتربط بين الشخصيتين وتتجسد في علاقة وئام. أما الغدر والخيانة فقد نشآ لدى الجيلالي من طمعه في المال.
رابعا ـ أبعاد القصة الاجتماعية والنفسية:
1 ـ الأبعاد الاجتماعية:
أـ يتبين من خلال قراءتنا للقصة أن كلا من "التهامي"و"الجيلالي"ينتميان إلى الطبقة الاجتماعية نفسها،طبقة الفلاحين.
ب ـ ويتبين كذلك أن اللصوص ينتمون إلى طبقة اجتماعية مختلفة عن الطبقة الأولى.
2 ـ الأبعاد النفسية:
    تبين لنا من خلال حديثنا عن القوى الفاعلة وعن العلاقة التي تربط "التهامي" بـ "الجيلالي" أنها علاقة صداقة، تحولت إلى علاقة منشؤها "الخيانة" و"الغدر" بفعل الطمع والجشع اللذان استحوذا على القيم النبيلة حتى في القرى التي تعتبر العلاقات الاجتماعية فيها فطرية وطبيعية. وتصور هذه القصة تغير العلاقات الاجتماعية الحميمية،  وتفسخ القيم النبيلة، واستبدالهما بعلاقات تحكمها المصلحة، وبقيم اجتماعية فاسدة.
خامسا ـ الأسلوب:
هيمن في النص الأسلوب الخبري، لأن القاص يسعى إلى إخبارنا بتغير القيم في المجتمع المغربي المعاصر. كما حضر أسلوب التفسير في الجملة: "إذ كلما توقف عن السير…." والجملة: " ولذا أخذ يفكر بجد في طريقة …" وهو أسلوب يكشف عن الحالة النفسية للتهامي الذي يشعر بالخوف.
   
5 ـ تركيب نتائج التحليل للكشف عن البعد النفسي والاجتماعي في النص، ومناقشة مدى تمكن الكاتب من التعبير عن هذين البعدين في شكل قصصي، مع إبداء الرأي الشخصي.
     عملت مجموعة من الظروف الاجتماعية والتاريخية والفنية والثقافية على ظهور فن القصة في الوطن العربي، منها الاحتكاك بالثقافة الغربية بفعل الترجمة، وظهور الصحافة، وظهور طبقة مثقفة رغبت في التجديد ورأت أن القصة تحقق طموحاتها الفنية والأدبية. تتصارع في القصة شخصيتان تنتمي إلى نفس الطبقة الاجتماعية تبدو في الظاهر مسالمة وطبيعية وتتحقق فيها في الظاهر شروط الصداقة الحقيقية، إلا أن الحالة النفسية الباطنية عندها تضمر عكس ما تظهر، فالخيانة والغدر هما كل ما تملك في هذا العالم. لذلك فالقصة يؤطرها البعد الاجتماعي والنفسي لهاتين الشخصيتين. وهو ما أظهره العنوان "عاقبة الخيانة" منبها بذلك القارئ إلى عدم التحلي بهذا الخلق الفاسد، وهو ما وضحه مضمونالقصة، وأظهره وصف الشخصيات. وعملت الخطاطة السردية على إظهار نمو أحداث النص نموا تصاعديا يؤطره الخوف والغدر.
     وعلى العموم فالنص يعالج قضية اجتماعية تؤطرها أبعاد نفسية تفسرها علاقة الصديق بصديقه، وهي علاقة صراع اجتماعي واقتصادي ونفسي، وأرى أن الكاتب تمكن من رسم خطوطها العامة في هذه القصة القصيرة.

ثانيا ـ درس المؤلفات (6 نقط):
جاء في رواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ:
    " قمة النجاح أن يقتلا معا، نبوية وعليش. وما فوق ذلك يصفى الحساب مع رؤوف علوان، ثم الهرب، الهرب إلى الخارج إن أمكن. ولكن من يبقى لسناء ؟. الشوكة المنغرزة في قلبي ".
                          نجيب محفوظ، رواية اللص والكلاب،  دار الجيل، بيروت، دون طبعة، دون تاريخ، الصفحة: 59.

   انطلاقا من هذا المقطع، واستنادا إلى ما اكتسبته من قراءتك الرواية، أنجز ما يأتي:
1 ـ مقدمة مناسبة للموضوع (1 نقطة):
   ولد نجيب محفوظ سنة 1912 حصل على الإجازة سنة 1934 تقلب في عدة وظائف حكومية آخرها مستشارا بوزارة الثقافة وحصل على نوبل سنة 1988. وجد في الرواية متنفسا فسيحا لإثارة ما يضج به المجتمع المصري من مشاكل اجتماعية واقتصادية ونفسية، واستطاعت رواياته أن تنفذ إلى قلوب الناس، ومن تلك الروايات نجد رواية "اللص والكلاب" التي صور فيها التحولات التي طرأت على المجتمع المصري بعد الثورة. إذن كيف تصور القوى الفاعلة هذه التحولات ؟ هذا ما سنقف عنده في تحليل هذا النص.
2 ـ ضع المقطع داخل مسار أحداث الرواية (1 نقطة):
   خرج سعيد مهران من السجن نتيجة مكيدة دبرتها له زوجته نبوية ومساعده عليش  بعد أن قضى فيه أربع سنوات كاملة، خرج ليجد زوجته قد تزوجت بمساعده عليش، واستوليا على ماله وابنته التي تنكرت له ولم تحس تجاهه بأية عاطفة، وكذلك خرج ليجد صديقه رؤوف علوان  قد استبدل شعار الثورة ومواقفه النبيلة بمواقف الانتهازية فأصبح وصوليا بورجوازيا يمكلك جريدة الزهرة، وفيلا وسيارة . وعندما خرج من السجن فكر في الانتقام منهم كلهم. لكنه فكر كذلك في ابنته سناء من سيتبقى لها إن قتل أمها ودخل هو إلى السجن ؟. إذن فأحداث هذا النص تأتي في سياق خروجه من السجن وإرادة الانتقام من الخونة الكلاب. وتنتمي أحداثه إلى الفصل السابع.
3 ـ أبرز دور "رؤوف علوان"، و"نبوية" و"عليش" و"سناء" باعتبارهم قوة فاعلة في نسج أحداث الرواية وتطورها (3 نقط).
** رؤوف علوان: صديق سعيد مهران، واحد من الذين أثروا بقوة في مسار حياته. كان يقيم بعمارة الطلبة التي كان يحرسها والد سعيد مهران، وبعد وفاته تحمل سعيد مهران مع والدته مسؤولية حراستها. يظهر في الرواية شخصية متقلبة الأطوار، فقد كان مؤمنا بالاشتراكية مدافعا عن قيمها، كان شهما على حد تعبير سعيد أثناء تذكراته، وتعرض بسبب ذلك للاعتقال. زرع في سعيد مبادئ الاشتراكية، وبرر له سرقاته. هجر مبادئه وانضم لقائمة اللصوص الأثرياء فقد أصبح صحفيا ناجحا، وتنكر لمن كان ينادي بمساعدتهم. نتعرف على هذه الشخصية من خلال السارد من جهة، وسعيد من جهة أخرى. وعلى الرغم من أهميته في الرواية إلا أن نجيب محفوظ لم يمنحه مساحة نصية ذات أهمية، اللهم اللقاء العابر الذي جمعه بسعيد حين زاره بالفيلا التي يقيم بها بعد خروجه من السجن، حيث اكتشف أنه خائن مثله مثل نبوية وعليش.
**ـ نبوية : المرأة التي أحبها سعيد، وتزوج منها، لكنها خانته عندما دخل إلى السجن فتزوجت من مساعده عليش. يتيمة كانت تعمل خادمة عند امرأة تركية ارستقراطية عجوز تقيم بمفردها في بيت. تعرف عليها حين كان حارسا لعمارة الطلبة، وكانت تأتي إلى البقال المجاور لها. تزوج منها في ظروف صعبة وكافح من أجلها، أنجب منها ابنتهما سناء. تملك جمالا فلاحيا لذيذا وهي الصورة التي يتذكرها لها في الفصل العاشر. 
**ـ عليش سدرة: رجل فقير، كان مساعدا لسعيد الذي كان يكرمه، ويثق به ثقة عمياء. كان يقول لو قدر له أن يرسل نبوية مع عليش إلى الصحراء لما ساوره أدنى شك فيه. لكنه شعر بالخيبة والخيانة لما علم أنه تزوج نبوية واستولى على أمواله وابنته. لا يرى عليش أي مساس بكرامة صديقه فيما فعله، بل يعتبره واجبا ومروءة؛ قال:" لم أرتكب جريمة ولكنها القسمة والنصيب، والواجب أيضا، واجب المروءة دفعني إلى ما فعلت، ومن أجل البنت الصغيرة أيضا" ص: 12.
**ـ سناء: ابنة سعيد مهران من زوجته نبوية، تركها عندما دخل إلى السجن في القماط، وعندما تطلقت نبوية من سعيد أخذتها معها لتعيش معها في كنف زوجها الجديد عليش سدرة، لم تتعرف على أبيها عندما جاء لأخذها عندما خرج من السجن فأحس سعيد بمرارة كبيرة.
البنيةالعاملية:
رؤوف علوان: عامل معيق وموضوع كذلك، تتجه رغبة الذات (سعيد) في الانتقام منه.
نبوية:  عامل موضوع،  تتجه رغبة الذات (سعيد) في الانتقام منها.
عليش سدرة: عامل موضوع،  تتجه رغبة الذات (سعيد) في الانتقام منه.
سناء: عامل موضوع، تتجه رغبة الذات (سعيد) في استعادتها.
ج ـ الخطاطة العاملية:
العامل المرسل                      العامل الموضوع                         العامل المرسل إليه
ـ الإحساس بالخيانة                                   ـ الرغبة في الانتقام للشرف من الخونة:             ـ المجتمع المصري                                                                                                                                                 
ـ الانتقام للشرف من الخونة                            رؤوف + نبوية+ عليش                              والمجتمع العربي عامة.
 ـ السجن                                              ـ استعادة سعيد لابنته سناء                          

العامل المساعد                           العامل الذات                      العامل المعاكس   
ـ الإصرار على الانتقام                                      سعيد مهران                                     ـ اختلال القيم الاجتماعية
 ـ الهرب إلى الخارج إن أمكن                                                                                 ـ رؤوف علوان
4 ـ خاتمة مناسبة للموضوع  )1 نقطة):                                                                                                                                                                                                                                
     إن الصراع المحتدم في الرواية بين سعيد مهران (اللص) وزوجته نبوية وعليش ورؤوف علوان (الكلاب) هو الذي وفر للرواية بناء دراميا، تتراءى آثار هذا الصراع في إحالاته إلى الفساد الاجتماعي والسياسي، وكذلك فيما يخلفه في نفسية القارئ من تعاطف مع سعيد مهران في محنته التي يعيشها. وتعكس شخصيات الرواية التراتبية الاجتماعية، واللامساواة، وما ينجم عن ذلك من اختلالات أخلاقية كبيرة، وفي هذا الجانب تظهر الرسالة التربوية التي يسعى نجيب محفوظ إلى إبلاغها إلى القارئ وهي الإيمان بالمبادئ والقيم النبيلة، وأنه عندما تتفشى اللامساواة وتغيب العدالة فإن المجتمع سينحدر نحو الهاوية.