الأربعاء، 27 مارس 2013

تحليل نص”العقل التواصلي” لعلي حرب،


تحليل نص"العقل التواصلي" لعلي حرب، الكتاب المدرسي، الرائد في اللغة العربية، ص:100ـ 104
أولاـ ملاحظة النص:
1 ـ عتبات النص:
أ ـ صاحب النص: (انظر الكتاب المدرسي، ص: 100).
ب ـ مصدر النص: النص مأخوذ من كتاب: "حديث النهايات: فتوحات العولمة ومآزق الهوية" نشره المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، سنة: 2000.
ج ـ قراءة في العنوان:
ـ قراءة تركيبية: يتكون العنوان من كلمتين اثنتين: "العقل" و"التواصلي"، وهو مركب اسمي، نعرب "العقل" مبتدأ، و"التواصلي" خبرا.
ـ قراءة دلالية: ويحيل دلاليا إلى القوة العقلية التي تنجح عملية التواصل بين الناس، وبعبارة أخرى: إننا نتواصل ونتفاعل فيما بيننا، ونتبادل المعلومات بواسطة العقل.
2 ـ علاقة العنوان بالفقرة الأولى والأخيرة وبالصورة:
ـ علاقة العنوان بالفقرة الأولى: حددت الفقرة الأولى المقصود بالتواصل، فالعلاقة التي تربطها بالعنوان هي علاقة إيضاح؛ لأنها توضح العنوان.
ـ علاقة العنوان بالفقرة الأخيرة: بينت الفقرة الأخيرة أن التعامل بين الإنسان يجب أن يعتمد عقلية الحوار، وبأخلاقية المسؤولية والمشاركة ضمانا للاستمرارية وترسيخا للقيم. فالعلاقة التي تربطها بالعنوان هي علاقة إيضاح فقد حددت المقصود بالعقل في الحوار والتواصل والتبادل والأخلاق والمشاركة.
  وتربط العنوان بالفقرتين الأولى والأخيرة علاقة تكامل فهما معا يكملان العنوان ويحددان دلالته.
ـ علاقة العنوان بالصورة: تحمل الصورة عنوان: "تواصل افتراضي"، وهي تشير إلى عملية التواصل بواسطة يدي إنسانين مختلفين متصلتين بجهاز حاسوب بواسطة أسلاك كهربائية، كل منهما يشير إلى الآخر بواسطة السبابة الملتصقة بسبابة الإنسان الآخر وتنبعث منهما أشعة كهربائية، وهذا يدل أننا أثناء التواصل وتبادل الحوار فيما بيننا يشتغل العقل ويبعث إشارات إلى الجسم كله قصد التفاعل مع الآخر والدخول معه في عملية إنتاج المعرفة إما بالمناقشة أو النقد أو الموافقة أو الرفض. إذن فالصورة توضح العنوان. 
ـ علاقة العنوان بالمصدر: يدل عنوان الكتاب الذي اقتطف منه النص على: أن الإنسان عندما اعتمد العولمة والثقافة الكونية ضاعت هويته وسط الهويات، وضاعت الملامح المميزة للأفراد داخل الوطن الواحد، وكذلك الثقافة المميزة لهم. وعندما نربط هذه الدلالة بدلالة العنوان نقول: إن الإنسان عندما يعتمد العقل في عملية التواصل ويغيب العاطفة، فإنه سيصبح آلة، وتغيب الفوارق البشرية.
3 ـ وضع فرضية القراءة:
من خلال دراسة عتبات النص نفترض أن النص سوف يتحدث عن التواصل في زمن العولمة وما أحدثه من اختلافات بين الناس مس هويتهم وثقافتهم.
ثانيا ـ فهم النص:
1 ـ شرح الفقرة الثانية: تبين هذه الفقرة أن المجتمعات القديمة تنبني الحياة فيها على التعايش والتواصل، أما في العصر الحديث فتنبني الحياة فيه على التواصل فقط دون التعايش. فثورة المعلومات أدت إلى عولمة الاتصالات التي سمحت للناس أن يتواصلوا دون أن يرى بعضهم بعضا دون أن يغادروا منازلهم.
ثالثا ـ التحليل:
1 ـ معجم النص: يتكون معجم الفقرة ما قبل الأخيرة من حقلين دلاليين مختلفين هما: حقل التواصل، وحقل الهوية، كما يبين هذا الجدول:
الكلمات الدالة على حقل التواصل
الكلمات الدالة على حقل الهوية
التواصل/ الاختلاف والتحول/ التسارع/ التداخل بين المحلي والكوني/ عتبة الخارج/ الواقع التواصلي/ لا يمكن أن تمارس الهوية الثقافية بصورة مغلقة إلا على سبيل العقم والتحجر/ المصائر متشابكة/ حدود الواقع مفتوحة/ الحدود بين الهويات أمست خادعة ومزيفة.
المحلي/ الداخل/ مفترقات الأمكنة/ فواصل الأزمنة/ الهوية الثقافية.
استنتاج: نلاحظ هيمنة الألفاظ الدالة على التواصل ونذرة الألفاظ الدالة على الهوية؛ لأن النص يتحدث عن التواصل في زمن العولمة الذي يسعى لإذابة الفوارق الدينية والثقافية والاجتماعية بين البشر ويطمح لإقامة ثقافة كونية وعالمية.
2 ـ الوضعية التواصلية في النص:
 تقوم وضعية التواصل في أي نص على ثلاثة أركان: المرسل، والمرسل إليه، والرسالة. ويمكن تحديد هذه الأركان التواصلية في النص بهذه الطريقة:
المرسل (علي حرب)              الرسالة (نص العقل التواصلي)           المرسل إليه (المثقف العربي)
   إذن فالمتحدث في النص هو علي حرب، ويتوجه بخطابه إلى جميع المثقفين العرب المعاصرين.
3 ـ سيرورة الحجاج في النص:
القضية
التواصل في زمن العولمة ألغى العلاقات الإنسانية.
الأطروحة
ـ أدوات الاتصال التي تتيح العمل والتبادل من مسافات بعيدة تستبعد في الوقت نفسه الاتصالات الحية والمباشرة بين الناس، وربما هي تستبعد الاتصال مع القريب لكي تستبدل به الاتصال مع البعيد من خلال البريد الالكتروني، ولذا فهي تنشئ روابط جديدة ذات طبيعة سبرنطيقية تحل محل الروابط الإنسانية.
ـ التواصل الإنساني مركب من عناصر متفاعلة فيما بينها، يتفاعل فيها المرسلون والمستقبلون للرسائل في سياقات اجتماعية مختلفة، فالعمل أو الحدث التواصلي يتضمن مصدرا أو شخصا مرسلا ينقل رسالة عبر قناة إلى المكان المقصود أو الشخص المستقبل.
النقيض
الأولى التعامل بين الذوات والهويات بعقلية الحوار والتواصل والتداول والتبادل وبأخلاقية المسؤولية والمشاركة، ضمانا للاستمرارية وترسيخا للقيم الإيجابية.
     يدافع النص عن هذه القضية: "التواصل في زمن العولمة ألغى العلاقات الإنسانية الحميمة" ويحاول تأكيدها باستعمال مجموعة من الحجج:
ـ حجة واقعية: التواصل عبارة عن تعايش الناس بعضهم مع بعض أو وسط محيطهم الطبيعي.
ـ حجة واقعية: تتيح للمرء أن يتجول في العالم عبر الكرة الزجاجية، فيحصل على معارفه أو يدير أعماله دون أن يغادر منزله.
ـ حجة واقعية: أدوات الاتصال التي تتيح العمل والتبادل من مسافات بعيدة تستبعد في الوقت نفسه الاتصالات الحية والمباشرة بين الناس.
ـ حجة عقلية: إن التواصل بنسخه المختلفة … قد ضاعف من إمكانات الاختلاف في عصر أضحى ….
 يظهر أن الكاتب اعتمد حججا واقعية (مأخوذة من الواقع) ليبرهن على أن التواصل في زمن العولمة ألغى العلاقات الإنسانية الحميمة، وجعلهم يتواصلون فيما بينهم عن بعد دون أن يرى أحدهما الآخر.
4 ـ أسلوب بناء المفهوم، والمؤشرات الدالة عليه في النص:
  المفهوم هو مجموع الصفات والخصائص التي تميز ظاهرة الاتصال في النص، وقد اعتمد الكاتب لبنائه:  
ـ أسلوب التعريف: جاء في النص: "المجتمع البشري هو جملة العلاقات التي ينسجها الناس فيما بينهم…مع الطبيعة وبقية الكائنات على سبيل التبادل …وهذا هو معنى التواصل".
ـ أسلوب التفسير: "أدوات الاتصال التي تتيح العمل والتبادل من مسافات بعيدة تستبعد في الوقت نفسه الاتصالات الحية والمباشرة بين الناس، وربما هي تستبعد الاتصال مع القريب لكي تستبدل به الاتصال مع البعيد من خلال البريد الالكتروني، ولذا فهي تنشئ روابط جديدة ذات طبيعة سبرنطيقية تحل محل الروابط الإنسانية".
ـ أسلوب التفسير: "التواصل الإنساني إذن عملية أحادية مفردة، ولكنه مركب من العمليات…".
   وإضافة إلى ذلك يمكن أن نقول إن المفهوم هو مجموع الصفات التي تميز التواصل في القديم وفي الحديث، وقد عبر عنها الكاتب بأساليب متنوعة هي:
    أساليب تميز التواصل: جملة العلاقات/ التبادل/ التداول/ الاندماج/ التفاعل/ التواصل/ ثورة المعلومات/ عولمة الاتصالات/ أدوات الاتصال
   أساليب تميز التواصل في العصر القديم: " التواصل الإنساني مركب من عناصر متفاعلة فيما بينها، يتفاعل فيها المرسلون والمستقبلون للرسائل في سياقات اجتماعية مختلفة، فالعمل أو الحدث التواصلي يتضمن مصدرا أو شخصا مرسلا ينقل رسالة عبر قناة إلى المكان المقصود أو الشخص المستقبل".
   أساليب تميز التواصل في العصر الحديث: "أدوات الاتصال التي تتيح العمل والتبادل من مسافات بعيدة تستبعد في الوقت نفسه الاتصالات الحية والمباشرة بين الناس، وربما هي تستبعد الاتصال مع القريب لكي تستبدل به الاتصال مع البعيد من خلال البريد الالكتروني، ولذا فهي تنشئ روابط جديدة ذات طبيعة سبرنطيقية تحل محل الروابط الإنسانية".
5 ـ الخطوات المنهجية التي اتبعها الكاتب لعرض مضمون النص:
اتبع الكاتب مناهج متعددة لإيصال فكرته إلى القارئ، منها:
أ ـ المنهج الاستنباطي: حيث انطلق من العام(تعريف التواصل)إلى الخاص (تحديد معناه في القديم والحديث).
ب ـ الأسلوب التقريري: استعمل الكاتب محمد سبيلا أسلوبا تقريريا خاليا من الاستعارات والمجازات والتشبيهات، لأنه في سياق تصحيح إخبار المتلقي وتزويده بمعارف عن التواصل، مما فرض عليه أن يلجأ إلى لغة سهلة تمكنه من التواصل معه تواصلا فعالا.
ج ـ أسلوب التأكيد: وظف مجموعة من المؤكدات للدفاع عن أطروحته، منها: أسلوب التأكيد (إنه، فإن، قد، أن) وائدة التأكيد تقرير المعنى وتركيزه في ذهن القارئ: التواصل في زمن العولمة يختلف عن التواصل قبل ظهور العولمة. كان الناس قبل العولمة يتواصلون بطريقة مباشرة، أما بعد العولمة فهو يتواصلون بطريقةغير مباشرة بواسطة الهاتف والأنترنيت…
د ـ أسلوب التفسير: لجأ الكاتب إلى أسلوب التفسير ليبين معاني بعض الظواهر التي يدرسها والمرتبطة بالتواصل، ونمثل له من النص بقوله: "أدوات الاتصال التي تتيح العمل والتبادل من مسافات بعيدة تستبعد في الوقت نفسه الاتصالات الحية والمباشرة بين الناس، وربما هي تستبعد الاتصال مع القريب لكي تستبدل به الاتصال مع البعيد من خلال البريد الالكتروني، ولذا فهيتنشئ روابط جديدة ذات طبيعة سبرنطيقية تحل محل الروابط الإنسانية". وكذلك قوله: "التواصل الإنساني إذن عملية أحادية مفردة، ولكنه مركب من العمليات…".
هـ  ـ أسلوب التعريف: جاء في النص: "المجتمع البشري هو جملة العلاقات التي ينسجها الناس فيما بينهم…مع الطبيعة وبقية الكائنات على سبيل التبادل … وهذا هو معنى التواصل".
رابعا ـ تركيب وتقويم:
أ ـ تركيب نتائج التحليل: ينتمي النص موضوع التحليل إلى مجزوءة مفاهيم؛ لذلك فهو يتناول مفهوم "التواصل" من خلال رؤية علي حرب لها. فهو يحمل عنوان: "العقل التواصلي" وهو مركب اسمي يحيل دلاليا إلى أن العقل هو المتحكم في التواصل في زمن العولمة وليس العاطفة والعلاقات الإنسانية، ولاحظنا أنه يرتبط بالفقرتين الأولى والأخيرة وكذلك بالصورة بعلاقة إيضاح وتفسير. وتدور فكرة النص الأساسية حول فكرة تحديد مفهوم التواصل وتجلياته في القديم والحديث، وهيمن في النص حقل التواصل وذلك مرتبط بمقصدية الكاتب الذي توخى إطلاع القارئ العربي بإيجابيات التواصل وسلبياته، ونهج الكاتب في هذا النص منهجا حجاجيا يدافع فيه صاحبه عن "التواصل الإيجابي الفعال" وينتقد الفهم الخاطئ له(تهميش العلاقات الإنسانية الحميمة)، ولإظهار ذلك وظف منهجا استنباطيا، وأسلوبا تقريريا سهلا خاليا من الاستعارة والمجاز مصحوبا ببعض المؤكدات، وأسلوب التفسير، والتعريف.
ب ـ تقويم: إن التواصل من المفاهيم التي فرضت نفسها في هذا العصر على جميع المستويات وعلى جميع الطبقات الاجتماعية، وأرى أنه مفهوم يتغيا تطوير العلاقات الإنسانية في بعدها الإيجابي لسرعة الاتصال وانتقال المعلومة والخبر، وأرى أنه بدون أدوات الاتصال وبدون تواصل لا يمكن أن نحيا في هذا العصر.

17 التعليقات:

إرسال تعليق