وقعت شركة "صورياد" سنة 1988 عقدا مع الدولة يمنحها حق برمجة و بث برامج تلفزية عبر مجموع التراب الوطني و يعد هذا أول تنازل عن خدمة عمومية كانت تحتكرها الدولة و بذلك أصبح على شركة "صورياد" واجبات و حقوق يجب التقيد بها اتجاه الدولة. القناة الثانية بدأت كأول قناة تجارية حرة بالمغرب ( أيضا في إفريقيا و العالم العربي) انطلقت يوم 4 مارس 1989 بعد توقيع اتفاقية الاستغلال و دفتر التحملات سنة 1988 بين الدولة المغربية و شركة "صورياد" التي أصبحت بفضل هذا الاتفاق تبث برامج مشفرة مع فترتين للإرسال الواضح و كجميع القنوات التي يؤدى عنها كانت القناة الثانية نخبوية حيث أن زبناءها كان ينخرطون مباشرة عن طريق محفظة خاصة بالانخراطات الشهرية أما تسيير القناة الثانية فكانت تقوم به شركة "أونا" –أومنيوم شمال إفريقيا- أول مجموعة صناعية خاصة بإفريقيا بشراكة مع القناة الفرنسية (ت-اف-1) و شركة "صورياد" و المجموعة الكندية "فيديورون" و المؤسسات المغربية
و قد حددت القناة الثانية التي تبث من منطقة عين السبع بالدار البيضاء كهدف أساسي لها سنة 1994 تخطي عتبة 250000 منخرط بعدما وجدت إقبالا كبيرا على برامجها من طرق المواطنين بعيد انطلاقها
الا أن القناة الثانية أحدتث وسط مجال ثقافي معقد حيث عانت كثيرا من تطور القرصنة و المنافسة غير الشريفة .و خلال 5 سنوات من وجودها تطورت القناة الثانية بشكل ملحوظ فلم تعد تلك القناة المحورية ذات الميولات الدولية التي أحدثت من أجلها في البداية بل أصبحت قناة عامة تهتم بمشاكل الجوار و ذلك حتى تعبر بشكل أوضح عن خصوصياتها مقارنة مع باقي مصادر الصورة
و بعد سبع سنوات عن إحداثها تخلى المساهم الرئيسي "شركة صورياد" التابعة ل "أونا" عن التسيير بعد أن أصبحت القناة الثانية تعاني من عجز مالي. لتأخذ الدولة هذه المهمة على عاتقها يوم 19 يونيو 1996 بعد حصولها على 68% من رأس مال الشركة أما التقويم المادي للشركة المسيرة للقناة الثانية فقد تم عن طريق إحداث ضريبة خاصة تسمى المساهمة في تطوير المجال السمعي البصري الوطني
و في 10 يناير 1997 تم المرور إلى الإرسال الواضح لبرامج القناة الثانية و يعتبر هذا الأمر في حد ذاته حدث مهم حيث أن تموضع القناة داخل المجال السمعي البصري ثم حول ثلاثة محاور: الترفيه (سينما، الخيال العلمي، و المسلسلات) برامج الجوار ( برامج اخبارية، نقاشات ) المعرفة و حب الاستطلاع ( البرامج الوثائقية و المجلات ) و بذلك أصبحت قناة 2م تستقبل من طرف 70 % من المواطنين مما أدى إلى اغناء المجال السمعي البصري ببلادنا إضافة إلى مساهمته في انفتاح المغرب على العالم
0 التعليقات:
إرسال تعليق