الأربعاء، 27 مارس 2013

التعريف بالألوسي مؤلف تفسير: “روح المعاني…”


التعريف بالألوسي صاحب تفسير: "روح المعاني…"
1 ـ ولادته ونشأته
هو شهاب الدين السيد محمود(69) بن العلامة صلاح الدين السيد عبد الله بن محمود بن إدريس، أبو الثناء(70) الألوسي(71) البغدادي. ينتهي نسبه إلى سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه. وأمه صالحة بنت الشيخ حسين العشاري مؤلف الحضرمية في الفقه الشافعي(72).
ولد الألوسي وتربى في بيت صريح النسب شريفه، متمكن مـن العلم في بغـداد(73) وكانت ولادته يوم:14 شعبان سنة:1217هـ. كان في صغره آية في النباهة والذكاء(74)؛ قال عن نفسه مشيرا إلى ذلك:»وقد اتفق لي ذلك وعمري نحو خمس سنين، وذلك أني رجعت من الكتاب إلى البيت وشرعت ألعب فيه على عادة الأطفال، فنهتـني والدتي رحمها الله عن ذلك، وأمرتني بالنوم لأستيقظ صباحا فأذهب إلى الكتاب. فقلت لها: غدا يقتل الوزير ولا أذهب إلى الكتاب. وهو مما لايكاد يمر بفكر. فلم تلتفت إلى ذلك وأنامتني. فلما أصبحت تأهبت للذهاب فجاء ابن أخت لها وأسر إليها كلاما لم أسمعه فتغير حالها ومنعتني من الذهاب. ولم أدر لم ذلك؟. فأردت الخروج إلى الدرب لألعب مع أمثالي فمنعتـني أيضا. فقعدت وهي مضطربة البال تطلب أحدا يخبرها عن حال والدي عليه الرحمة حيث ذهب قبيل طلوع الشمس. فخرجت إلى الدرب على حين غفلة منها. فوجدت الناس بين راكض ومسرع يتحدثون بأن الوزير قتله بعض خدمه، وهو في صلاة الفجر. فرجعت إليها مسرعا مسرورا بصدق كلامي، وكنت قد أنسيته، ولم يخطر ببالي، حتى سمعت الناس يتحدثون بذلك«(75).
وكان ذا حافظة عجيبة، وكثيرا مايقول:» ما استودعت ذهني شيئا فخانني ولادعوت فكري لمعضلة إلا وأجابني«(76).
كان رحمه الله » ربع القامة، واسع العينين، ضخم الكراديس، ريان الجسم غير سمين، كث اللحية، أبيض اللون مشربا بالحمرة، يخيل بوجهه أثر الجدري«(77).
2 ـ شيوخه
أخذ العلم عن والده وعن غيره من العلماء، نذكرمنهم:علاء الدين الموصلي(تـ1234هـ)(78)، وعبد الرحمان الكزبري، وصبغة الله أفندي الحيدري، ويسميه شيخ الكل في الكل(79)، وإبراهيم الكوراني(80). وقـرأ وهـو فـي دور الشـباب بـعض الـدروس في علم الكلام علـى الولي المشهور خالد الكردي النقشبندي(81) حين دخل بغداد(82).
وأشار إشارات عامة إلى بعض مشايخه في تفسيره دون تعيينهم، قال:» وجعل ذلك بعض أجلة مشايخنا«(83)، وقال: » وهو عجيب، أعجب منه سكوت شيخنا عليه في حاشيته مع ظهور فساده «(84).
أجازه علماء كثيرون، منهم: الشيخ علي البغدادي، والشيخ علاء الدين الموصلي، ومحدث الشام الشيخ عبد الرحمان الكزبري، ومفتي بيروت الشيخ عبد اللطيف، وشيخ الإسلام ومفتي الديار الرومية عارف حكمت بك(85).
3 ـ معاصروه:
عاصر الألوسي علماء ذكر منهم في تفسيره: الشيخ خليل أفندي الآمدي(86)، وصالح أفندي الموصلي(87)، والشيخ محمد الأمين الشامي الشهير بابن عابدين(88). وأشار إلى بعض معاصريه دون ذكر أسمائهم، قال:» قال بعض الأجلة المعاصرين«(89)، وسمعت بعض العصريين(90)، وقال:» أحبابنا من الفضلاء المعاصرين «(91).
4 ـ مكانته العلمية
كان رحمه الله مفسرا، ومحدثا، وفقيها، وأديبا، ولغويا ونحويا على طريقة أهل الكوفة(92). مشاركا في بعض العلوم، كالكلام والمنطق والفلسفة، و»من المجدديـن«(93). كان رحمه الله سلفي الاعتقاد، شافعي المذهب كآبائه، إلا أنه في كثير من المسائل يقدم الإمام أباحنيفة. »ولم يبلغ الثالثة عشرة من عمره حتى نبغ في كثير من العلوم، ثم انكب على التدريس والتأليف، فهرعت إليه الطلاب من كل صوب«(94). فأصبح لذلك »رئيس المدرسين في بغداد، ومدرس المدرسة العظمى في جامع الإمام الأعظم«(95)، ثم تولى المدرسة المرجانية وأوقاقها(96). وكانت » مشروطة لأعلم أهل البلد «(97).
تخرج على الألوسي طلبة كثر، نذكر منهم أولاده: عبد الله الألوسي، وعبد الباقي الألوسي، ونعمان الألوسي، وكلهم علماء أجلاء. وتخرج عليه كذلك شواف زاده(ت1272هـ)، والشيخ محمد الشرقي مفتي الحنابلة بمكة، الذي أخذ عنه علوم الآلات(98) وغيرهم كثير. وعرف عنه رحمه الله أنه كان» يواسي طلبته في ملبسه ومأكله، ويسكنهم البيوت الرفيعة في منزله«(99).
كان رحمه الله »خاتمة المحققين«(100)، »وآية من آيات الله العظام ونادرة من نوادر الأيام«(101). »والفذ الذي يشار إليه بالبنان، وعلامة القطر العراقي«(102).
تقلد الإفتاء ببلده سنة(1248هـ)(103). ودعي للوعظ في جامع الحضرة الغربية سنة (1250)(104»واتفق أن سمع وعظه المشير علي رضا باشا والي بغداد فعلقت به نفسه فدعاه إلى زيارته والاختصاص بصحبته ولزمه ما شاءت أوقاته«(105).
قصد القسطنطينية سنة(1262هـ) وعاد منها محملا بالمنائح السلطانية سنة(1267هـ)(106) ونال من السلطان عبد المجيد خان علامات شرف في جملتها الوسام المرصع العلي الشأن(107).
5 ـ وفاته
توفي رحمه الله يوم الجمعة الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة(1270هـ)، ودفن مع أهله في مقبرة الشيخ معروف الكرخي، قريبا من باب مسجده في الشونيزية، وقبره مشهور يزار.
ألفت الكتب العظيمة في ترجمته(108): منها ما كتبه تلميذه شواف زاده، وسماه: "حديقة الورود في مدائح أبي الثناء شهاب الدين محمود"، وما دونه تلميذ له آخر، وهو كتاب سماه: "أريج الند والعود في ترجمة مولانا العلامة شهاب الدين محمود ". ونظم شعراء عصره القصائد الطوال في مدحه، وتعداد مناقبه. منهم الشاعران: الشيخ عبد الباقي الفاروقي، والشيخ عبد الغفار الأخرس(109).
6 ـ آثاره
وللألوسي شعر لابأس به وإبداع في الإنشاء(110» وكان نسيج وحده في النثر وقوة التحرير، وغزارة الإملاء، وجزالة التعبير، وقد أملى كثيرا من الخطب، والرسائل، والفتاوي والمسائل، ولكن أكثر ذلك ـ على قرب العهد ـ درس وعفت آثاره، ولم تظفر الأيدي إلا بالقليل منه«(111).
خلف الألوسي ـ رحمه الله ـ مؤلفات كثيرة ، نذكر منها:
1 ـ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني.
2 ـ الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية(112).
3 ـ حاشية على رسالة ابن عصام(113).
4 ـ حاشية على شرح مختصر السمرقندي لابن عصام(114).
5 ـ النفحات القدسية في رد الإمامية(115).
6 ـ الطراز المذهب(116).
7 ـ تعليقات على شرح السيوطي للألفية(117).
8 ـ حاشية على شرح القطر(118).
9 ـ حاشية المغني(119).
10 ـ الميزان(120).
11 ـ الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية.
12 ـ إنباء الأبناء بأطيب الأنباء، وهي وصية لأولاده.
13 ـ التبيان: شرح البرهان في طاعة السلطان.
14 ـ حاشية على عبد الحكيم.
15 ـ حاشية على مير أبي الفتح في الآداب.
16 ـ الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية لعبد الباقي الفاروقي.
17 ـ سفرة الزاد في سفرة الجهاد.
18 ـ الشجرة الفاطمية.
19 ـ شهي النغم في ترجمة شيخ الإسلام وولي النعم أعني عارف حكمت.
20 ـ غاية الإخلاص بتهذيب درة الغواص.
21 ـ الفوائد السنية في علم آداب البحث على مير الحنفية.
22 ـ الفيض الوارد على مرثية الشيخ خالد.
23 ـ نزهة الألباب وغرائب الاغتراب في الذهاب والإقامة والإياب.
24 ـ نشوة الشمول في السفر إلى اسطامبول.
25 ـ نشوة المدام في العود إلى مدينة السلام.
26 ـ نظم درة الغواض في قلائد عرائس المناص.
27 ـ المقامات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق